فصل: (سورة إبراهيم: الآيات 28- 30)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة إبراهيم: آية 27]

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ (27)}.

.الإعراب:

{يثّبت} مضارع مرفوع {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {آمنوا} فعل ماض وفاعله {بالقول} جارّ ومجرور ومتعلّق بـ {يثّبت}، {الثابت} نعت للقول مجرور {في الحياة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يثّبت}، {الدنيا} نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة {في الآخرة} جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به المجرور الأول فهو معطوف عليه الواو عاطفة {يضلّ اللّه الظالمين} مثل يثّبت اللّه الذين.. وعلامة نصب المفعول الياء الواو عاطفة {يفعل اللّه ما يشاء} مثل يثبّت اللّه الذين آمنوا، وفاعل يشاء ضمير مستتر تقديره هو.
جملة: {يثبّت اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الذّين.
وجملة: {يضلّ اللّه...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يفعل اللّه...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يشاء...} لا محلّ لها صلة الموصول ما.

.[سورة إبراهيم: الآيات 28- 30]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}.

.الإعراب:

{ألم تر} مرّ إعرابها، {إلى} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {تر} بتضمينه معنى تنظر {بدّلوا} فعل ماض وفاعله {نعمة} مفعول به منصوب {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {كفرا} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة {أحلّوا قومهم دار} مثل بدّلوا نعمة اللّه كفرا... وهم ضمير مضاف إليه {البوار} مضاف إليه مجرور.
جملة: {لم تر...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {بدّلوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الّذين.
وجملة: {أحلّوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
{جهنّم} بدل من {دار البوار}، منصوب {يصلونها} مضارع مرفوع..
والواو فاعل، وها ضمير مفعول به الواو واو الحال {بئس} فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ {القرار} فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي.
وجملة: {يصلونها...} في محلّ نصب حال من جهنّم.
وجملة: {بئس القرار...} في محلّ نصب حال من ضمير الغائب.
الواو عاطفة {جعلوا} مثل بدّلوا {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بمفعول ثان {أندادا} مفعول به منصوب اللام لام العاقبة يضلّوا مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و{الواو} فاعل {عن سبيله} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يضلّوا} بتضمينه معنى يبعدوا، والهاء مضاف إليه {قل} فعل أمر، والفاعل أنت {تمتّعوا} فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل الفاء تعليليّة إنّ حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {مصيركم} اسم إنّ منصوب، وكم ضمير مضاف إليه {إلى النار} جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.
والمصدر المؤوّل أن يضلّوا.. في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {جعلوا}.
وجملة: {جعلوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة: بدّلوا..
وجملة: {يضلّوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تمتّعوا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ مصيركم إلى النار...} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{البوار}، مصدر بار يبور، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو بور بضمّ الباء بمعنى الهلاك، والبوار في الأصل الكساد ثمّ أستعير للهلاك لأنه إذا كسد صار غير منتفع به، فأشبه الهلاك من هذا الوجه.

.البلاغة:

1- التعجب الوارد بصيغة الاستفهام: في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} تعجيب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أو لكل أحد مما صنع الكفرة من الأباطيل التي لا تكاد تصدر عمن له أدنى إدراك أي ألم تنظر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه أي شكر نعمته تعالى بأن وضعوا موضعه {كفرا} عظيما وغمطا لها.
1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى: {لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} لما كان الإضلال أو الضلال نتيجة للجعل المذكور، شبه بالغرض والعلة الباعثة فاستعمل له حرفة على سبيل الاستعارة التبعية.

.[سورة إبراهيم: آية 31]

{قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (31)}.

.الإعراب:

{قل} مثل السابق، {لعبادي} جارّ ومجرور متعلّق بـ {قل}، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه {الذين} موصول في محلّ جرّ نعت لعباد {آمنوا} مثل بدّلوا.. ومفعول قلّ محذوف تقديره أقيموا الصلاة {يقيموا} مضارع مجزوم بجواب الطلب للفعل المقدّر أقيموا، وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل {الصلاة} مفعول به منصوب الواو عاطفة {ينفقوا} مثل يقيموا ومعطوف عليه من حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {ينفقوا}، والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه {رزقناهم} فعل ماض مبنيّ على السكون.. ونا فاعل، وهم مفعول به {سرّا} مصدر في موضع الحال منصوب، {علانية} معطوف على {سرّا} بالواو منصوب {من قبل} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يقيموا} أو {ينفقوا}، {أن} حرف مصدريّ {يأتي} مضارع منصوب {يوم} فاعل مرفوع {لا} نافية {بيع} مبتدأ مرفوع، في حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر الواو عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {خلال} معطوف على بيع مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل أن يأتي... في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الّذين.
وجملة: {يقيموا...} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن يؤمروا بإقامة الصلاة يقيموها.
وجملة: {ينفقوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيموا.
وجملة: {رزقناهم...} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {يأتي يوم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {لا بيع فيه...} في محلّ رفع نعت ليوم.

.الصرف:

{خلال}، مصدر سماعيّ للرباعي خالّه أي صادقة، وزنه فعال بكسر الفاء، وهو مفرد.. أو هو جمع خلة بكسر الخاء بمعنى المصادقة والإخاء.

.البلاغة:

- حذف المقول: من قوله تعالى: {قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا...} إلخ اتفق أكثر المعربين على أن مقول القول محذوف، يدل عليه جوابه، أي قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا. وقد رد الحذاق على هذا الإعراب بقوله وفي هذا الإعراب نظر، لأن الجواب حينئذ يكون خبرا، فإنه إن قال لهم هذا القول امتثلوا مقتضاه فأقاموا الصلاة وأنفقوا، لكنهم قد قيل لهم فلم يمتثل كثير منهم، وخبر اللّه يجل عن الخلف. وهذه النكتة هي الباعثة لكثير من المعربين على العدول عن هذا الوجه من الاعراب، مع تبادره فيما ذكر بادي الرأي. ويمكن تصحيحه بحمل العام على الغالب لا على الاستغراق. ويقوى بوجهين لطيفين: أحدهما أن هذا النظم لم يرد إلا لموصوف بالايمان الحق المنوه بإيمانه عند الأمر، كهذه الآية وغيرها، مثل قوله تعالى: {قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} و{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}. والثاني تكرر مجيئه للموصوفين بأنهم عباد اللّه المشرفون بإضافتهم إلا اسم اللّه تعالى. وقد قالوا: إن لفظ العباد لم يرد في الكتاب العزيز إلا مدحة للمؤمنين، وخصوصا إذا انضاف إليه تعالى إضافة التشريف. والحاصل أن المأمور في هذه الآية من هو بصدد الامتثال وفي حيّز المسارعة للطاعة، فالخبر في امتثالهم حق وصدق، إما على العموم إن أريد، أو على الغالب.

.[سورة إبراهيم: الآيات 32- 34]

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (33) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}.

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر {خلق} فعل ماض، والفاعل هو {السموات} مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة {الأرض} معطوف على السموات بالواو منصوب الواو عاطفة {أنزل} مثل خلق {من السماء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أنزل}، {ماء} مفعول به منصوب الفاء عاطفة {أخرج} مثل خلق الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أخرج}، {من الثمرات} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من {رزقا}- نعت تقدّم على المنعوت، ومن تبعيضيّة- {رزقا} مفعول به منصوب عامله أخرج اللام حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لـ {رزقا}، الواو عاطفة {سخّر} مثل خلق {لكم} مثل الأول متعلّق بـ {سخّر}، {الفلك} مفعول به منصوب اللام للتعليل تجري مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هي {في البحر} جارّ ومجرور متعلّق بـ تجري، {بأمره} جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل تجري.. والهاء مضاف إليه. والمصدر المؤوّل أن تجري في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {سخّر}.
الواو عاطفة {سخّر لكم الأنهار} مثل سخّر لكم الفلك.
جملة: {اللّه الذي...} لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.
وجملة: {خلق...} لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول الّذين.
وجملة: {أنزل...} لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة الصّلة.
وجملة: {أخرج...} لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: {سخّر...} لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة الصّلة.
وجملة: {تجري...} لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {سخّر...} الثانية لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة خلق.
الواو عاطفة {سخّر لكم الشّمس} مثل سخّر لكم الفلك {القمر} معطوف على الشمس بالواو ومنصوب {دائبين} حال منصوبة من الشمس والقمر، وعلامة النصب الياء الواو عاطفة {سخّر لكم الليل} مثل سخّر لكم الفلك {النهار} معطوف على الليل بالواو منصوب.
وجملة: {سخّر لكم الشّمس...} لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق، أو سخّر.
وجملة: {سخّر لكم اللّيل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق، أو سخّر.
الواو عاطفة {آتاكم} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، وكم ضمير مفعول به، والفاعل هو {من كلّ} جار ومجرور متعلّق بـ {آتاكم}، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، سألتم فعل ماض وفاعله والواو زائدة إشباع حركة الميم والهاء ضمير مفعول به، ويعود على اللّه الواو استئنافيّة {إن} حرف شرط جازم {تعدّوا} مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {نعمة} مفعول به منصوب {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {لا} نافية {تحصوها} مضارع مجزوم جواب الشرط، ومثل تعدّوا.. وها ضمير مفعول به {إنّ} حرف توكيد ونصب {الإنسان} اسم إنّ منصوب اللام المزحلقة للتوكيد ظلوم خبر إنّ مرفوع {كفّار} خبر ثان مرفوع.
وجملة: {آتاكم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة المتقدّمة.
وجملة: {سألتموه...} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {تعدّوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تحصوها...} لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ الإنسان لظلوم...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{دائبين}، مثنّى دائب، اسم فاعل من دأب الثلاثيّ، وزنه فاعل.
{نعمة}، اسم بمعنى المنعم به، وهو اسم جنس لا يراد به الواحد بل الجمع، وزنه فعلة بكسر الفاء.
ظلوم مبالغة اسم الفاعل من ظلم الثلاثيّ، وزنه فعول.

.البلاغة:

- التأكيد الذي جعل الخبر إنكاريا: بقوله: {إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} فقد اشتملت هذه الآية على أربعة تأكيدات أولها {إن} وثانيها اللام المزحلقة أو لام التأكيد وصيغة {ظلوم} وصيغة {كفّار}.